غريب أمر المندسين في تظاهرات بيروت، الذين شوهوا الصورة الديمقراطية للعاصمة اللبنانية، وحملوا العصي للدخول واستفزاز قوى الأمن، حتى كانت ردة الفعل العنيفة من خلال القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه. الغرابة ليست في أن هؤلاء غير مثقفين، أو أنهم لا يريدون بناء وطن. الغريب هو أنهم انتظروا أوامر الزعيم لينزلوا إلى الشارع لتخريب الحراك الديمقراطي، في حين أنهم لم ينزلوا للمطالبة بالحقوق التي يريدونها لنفسهم.
لكن المشكلة في هذا الموضوع ليست لديهم، هي لدى الدولة التي تركتهم لهذا الزعيم الذي يعتاشون من ماله، ويؤمن لهم العمل والمال والتعليم والطبابة، في حين أن دولتهم تتركهم ليصبحوا مرتهنين له. لو كانت الدولة على قدر من المسؤولية، لما كانت سمحت بأن يفتح كل زعيم دكانة خاصة، فيها عدد من الزعران الذين يلبون طلبه كلما سمحت الفرصة.
