لا يمكن لبعض المتزعمين في المجتمع المدني أو الذين يصفون أنفسهم بالقادة الجدد من المتبرئين من السياسيين والطبقة السياسية كلها، أن يخرجوا بشعارات من قبيل كلن يعني كلن، لانتقاد كل الحكام والنواب والوزراء والسياسيين والقادة، ومن ثم يقررون استثناء بعض الأسماء، لأن في ذلك استهتارا بعقول الناس.
هذا الأمر إن دل على شيء، فهو يوحي بأن هناك من يرفض كل الحكام والطبقة السياسية ويقبل بشخص واحد، وبالتالي، لا يكون منفصلا عن التسييس ولا حياديا في موقفه، بل يكون خادما لدى زعيم معين، تحت غطاء المجتمع المدني، وفي هذا خطيئة كبرى، لا يمكن التغاضي عنها.
يوم يقرر المجتمع المدني وشباب لبنان أن يطلقوا ثورة ضد كل الطبقة السياسية الحاكمة، لا بد من تغيير كل الطاقم، وذلك عبر الاحتجاج ربما، وعبر صناديق الاقتراع حتما، ولكن أن يتم رفع الشعارات ومن ثم حذف بعض الأسماء من القائمة لاعتبارات مختلفة، فهذا يعني أن الحملة مسيسة، ولا تمت إلى الواقع الشعبي بأي صلة.
والحل الوحيد لإثبات ما إذا كان هؤلاء يريدون فعلا التغيير هو التأكد مما سيفعلونه في الانتخابات المقبلة، لأن الولاء للزعيم هو الفاصل، للأسف، في معايير لبنان السياسية.
