في لبنان، نعيش على وقع التنازلات والمساومات والانكسارات في كل الملفات، وحتى في المبادئ. نسمع الزعماء يطلقون المواقف الرنانة التي تجر الناس إلى الشارع والحديد والنار، ومن ثم يتفقون في ما بينهم، ويجلسون إلى طاولة وحيدة، ويكون الذين قتلوا، راحوا من دون ثمن.
هذه هي الحال في لبنان، وهكذا هي السياسة، التي لم نتعلم من فصولها حتى اليوم. لكن الأسوأ من كل ذلك، هو الذين يتنازلون… يتنازلون عن أبسط الأمور التي يبنون جماهيرتهم عليها، ويسعون لتحصينها.
رأينا تناولات عن كل شيء… عن كل المبادئ، عن كل الأمور التي تمسكوا بها، عن كل الشهداء الذين سقطوا في هذه القضايا… لكن الأسوأ من كل ذلك… كيف ما زال الناس يصدقون ما يفعلون، ويبررون هذه الانقلابات، وعمليات مراضاة الأعداء والخصوم؟ أليس هناك من كرامة لرفض ما لا يتوافق مع المصلحة العليا؟
