قد تكون انتخابات رئاسة الجمهورية عام 1970 الأكثر حماسة ودقة في تاريخ الجمهورية اللبنانية، وكان يتنافس فيها الرئيس سليمان فرنجية والرئيس الياس سركيس، وانتهت بفوز فرنجية بفارق صوت واحد عن سركيس، بعد جلسة حامية تخللتها مشادات كلامية وهتافات وصراخ. لكن النتيجة بعد تلك الجلسة هي أنه تم انتخاب الرئيس في الأوقات الدستورية، ولم يدخل لبنان في الفراغ، علما أن دخل بعدها بخمس سنوات إلى الحرب، وحتى الحرب لم تمنع من انتخاب رئيس، فوصل الياس سركيس إلى الرئاسة عام 1976 وبعده الرئيس الشهيد بشير الجميل عام 1982 وخلفه الرئيس أمين الجميل.
العبرة من هذه القصة هي أننا نعود إلى الوراء من خلال الفراغ الرئاسي الذي يتحكم بلبنان، وأننا نرفض الحياة الديمقراطية والدستورية عند عرقلة الاستحقاق. في ذلك الوقت، تنافس المرشحان بديمقراطية، وفاز أحدهما بفارق صوت واحد عن الآخر، وكانت هناك معركة حسمتها الأصوات، ولم يكن هناك تعيين كما يطالب البعض اليوم، كشرط مسبق للنزول إلى البرلمان. الانتخابات هي سمة بلادنا إن أردنا احترام الدستور، ولنأخذ العبرة من التاريخ الذي كنا فيه أكثر ديمقراطية من اليوم.
