نحن حقا في بلد العجائب عندما نرى مسؤولين سياسيين في لبنان يرفعون الصوت عاليا ويطالبون بدعم صلاحيات رئيس الجمهورية وتعديل الدساتير والقوانين، في حين أننا نعيش في غياب أي رئيس منذ أكثر من عام وشهرين.
فالمعركة اليوم لم تعد على رئاسة الجمهورية وعلى انتخاب رئيس جديد، بل باتت على عمل مجلس النواب وعمل مجلس الوزراء، وصلاحيات رئيس الجمهورية وكيفية تنازعها وتقسيمها بين السلطات التنفيذية والتشريعية في ظل الفراغ، إضافة طبعا إلى حقوق المسيحيين، العنوان الحاضر للاستخدام في كل مناسبة.
كيف يمكننا أن نتحدث عن تقوية صلاحيات الرئيس، ونحن لم نتعب جهدنا ليكون لنا أي رئيس؟ وكيف يمكننا أن نطالب بتعزيز قدرة الرئيس على التصرف وهو غير موجود أساسا، بدل أن يكون الاهتمام منصبا على الإتيان به وتركه يعمل في ما بعد؟ وكيف يمكننا أن نرفع الصوت ونعلي النبرة بدل من أن نتحرك في إطار انتخاب رئيس في مجلس النواب في أسرع وقت ممكن، والضغط في إطار خلق جو شعبي في هذا الإطار؟
المطالبة بصلاحيات رئيس قبل انتخابه هو كبيع جلد الدب قبل اصطياده…
