تطالب بعض الأصوات في لبنان في الآونة الأخيرة بمؤتمر تأسيسي نسمع عنه منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبدء الأزمات السياسية في لبنان مع خروج الجيش السوري.
لكن للأسف، نعلم جميعا أن هذا المؤتمر التأسيسي لن يكون هدفه إضفاء المزيد من الديمقراطية والليونة على الصيغة اللبنانية، بل سيكون هدفه الوصول إلى المثالثة لتعطى كل طائفة مركز قرار قادر على تغيير الأمور لمصلحتها، بدل التطلع إلى دولة علمانية.
والمطالبة بمؤتمر تأسيسي اليوم بالذات، وفي ظل الظروف التي يمر بها لبنان، تأتي في إطار غير منطقي، فكيف نطالب بمؤتمر تأسيسي ونحن لم ننتخب رئيسا بعد؟ وهل النواب الذين يقاطعون جلسات انتخاب الرئيس يحتاجون لمؤتمر تأسيسي فتبطل عندها حجة مقاطعتهم؟ للأسف لا… الحل ليس في المؤتمر التأسيسي… الحل هو في التعالي عن هذه الأزمات التي لا محل لهال، وانتخاب رئيس والتوقف عن الدلع في السياسة.
