تزيد الأزمة اللبنانية تعقيدا وتستمر المراوحة في المواقف وفي التجاذبات، لأن كل طرف يقف على متراسه ويريد أن يحوّل الأمور لمصلحته في الرئاسة أو في البرلمان وقانون الانتخاب والتعيينات وكل مرافق الدولة.
هذه الأوضاع غير المستقرة سببها الأول والأساس أن مؤسساتنا تعمل بشكل غير منطقي وغير فاعل، ولا تحترم الحد الأدنى من المنطق والدستور، وساستنا لم يطبقوا الدستور بالحد الأدنى، وقرروا المماطلة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حتى ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من فراغ.
الحل الوحيد هو أن نعود إلى أصل المشكلة وهو الفراغ الرئاسي، لكي ندرك كم أن لبنان يعاني من مشكلات لمجرد أن ليس لدينا رئيس جمهورية منذ أكثر من عامين ونصف. ولو تذكرنا أصل المشكلة، يمكن معالجتها بسهولة، بدل التلهي بالصغائر والسخافات، والبحث عن الحل في مكان آخر، فيما الحل في بعبدا.
