كعادتنا في نهاية كل سنة، نجد أن شاشاتنا باتت حبلى بالبصارين والبراجين ومطلقي التوقعات التي لا تصدق منها إلا بعض التوقعات المنطقية، في حين أن التوقعات الأخرى لا تكون سوى كذب وهراء.
الذنب في هذه الظاهرة السنوية التي تجعلنا نشعر بالاشمئزاز ليس على البصارين، فمن حق كل دجال أن يواصل كذبه، لكن الذنب بدرجة أولى على وسائل الإعلام التي تقبل بهذه المهزلة، وتعطي مساحة لهؤلاء ليطلقوا العنان لتوقعاتهم الكاذبة، والذنب أيضا على الشعب الذي يجعل مصيره مرهونا بما يقوله الكاذبون والمنافقون على الشاشات، وكلنا نعرف أن أهدافهم الحقيقية من وراء هذه التوقعات هو ابتزاز الأمراء والشيوخ وجني الأموال منهم، عند التحدث إليهم شخصيا في سفرات مشبوهة.
شعب ينتظر البراجات والبصارات لا يمكنه أن يبني بلدا، ولا يمكنه أن يكون مؤتمنا على المؤسسات، ونحن من نلام على تفشي هذه الظاهرة، وليس أي أحد آخر.
