main-banner

خارطة طريق الثورات

يقول لك اليائسون، هذا الشعب لا يستحق أن نثور لأجله، مات رفاقنا من أجل حقوقهم وهم لا يستحقون. ثمّة مَن يعتبر أن المعركة التي يجب أن تخاض أولا هي معركة الوعي وبعد ذلك نفكّر في الثورة. لكن البعض الآخر يقول أن هذا الكلام غيردقيق لأن معركة الوعي تبدأ قبل الثورة، وتمتد إلى ما بعدها، معركة الوعي لا نهاية لها.

إن الوعي الثوري  لا يصل إلى كل الناس، ولا إلى أغلبهم، ولا إلى أكثريتهم حتى، بل يصل لقلة قليلة من الشعب، هذه القلة هي الكتلة الأساس اللازمة للتغيير، وهذه القلة  أو النخبة أو الطليعة كما يسميها البعض تقود الناس، وتحركهم للمطالبة بحقوقهم.
وبالتالي إذا لم تتحرك الشعوب  فذلك مرده لعيب في تلك النخبة، ولعجز فيها، أو تقصير.

الثورات لا تندلع إلا في الشعوب المأزومة التي تعاني الفقر والاضطهاد والإذلال، وهذا ما حدث في الثورة الفرنسية أم الثورات.
الشعوب “الواعية” لا تثور، لأنها تستطيع أن تنظم مجتمعاتها وتدير أمورها دون الحاجة إلى ثورة، فالثورة عمل باهظ التكلفة، يدفعه المضطر له، والمضطر لدفع ثمن الثورة هو من يعاني الاستبداد، لأن تكلفة الاستبداد أكبر من تكلفة الثورة ألف مرة.
إذن … لستَ محتاجا إلى خلق مجتمع من المواطنين الواعين لكي تقوم ثورة، بل المطلوب أن تخلق كتلة نخبوية من البشر تقود التغيير.

حين تتشكّل هذه الكتلة  لن تستطيع أي قوة في الدنيا أن تقف في وجه طموحات الشعب الذي سيسير بخارطة الطريق التي ترسمها.
وبعد أن يتحقق النصر ،  ستستمر معركة الوعي، أما من يريد أن يوقف الفعل الثوري الذي يوشك على الانفجار لكي يبني الوعي المزعوم فهو أشبه بمن يريد أن يحرم طفلا من الأكل والشرب لأنه لم يتعلم بعد آداب الطعام. 

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |