مع انقضاء فترة التسجيل للبطاقة التمويلية التي تعتزم الحكومة مد المواطنين بالمساعدة من خلالها، بلغ عدد المسلجين أكثر من نصف مليون. هذا الرقم قد لا يكون كبيرا بالنسبة إلى أي دولة في العالم، ولكن بالنسبة إلى دولة عدد سكانها الحالي بالكاد يبلغ ثلاثة ملايين من دون احتساب المغتربين، فإن هذا الرقم هو ثلث الشعب.
ونظرا للشروط التي وضعت من أجل الاستفادة من البطاقة، فإن الذين وضعوا أسماءهم هم من الأكثر عوزا وحاجة، ولا يملكون لا مال ولا مدخول ولا عمل ولا حتى القدرة على تأمين أي من هذه الأمور. وإذا استثنينا العائلات التي لها أحد أفرادها في الخارج ويمكن أن يحوّل لها الأموال، يضعنا هذا الأمر أمام معادلة أن أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر.
تمر الدول بالكثير من الأزمات، ولكن الحقيقة هي أن لبنان يعاني أزمة أكبر من ذلك بكثير، وهي أن الحكومة لا تملك الحد الأدنى من الرؤية الاقتصادية لحل المسائل العالقة، فهل تنتظر أن نصبح كلنا فقراء؟