معلوم عن لبنان أنه من أصغر الدول في المنطقة، وربما في العالم، وهذا الأمر حتّمته علينا الجغرافيا، التي جعلت منا دولة صغيرة غير قادرة على الاستفادة من المساحات الكبيرة والثروات الأكبر.
وانطلاقا من ذلك، لا بد من التوقف مليا عند التجارب السابقة التي أظهرت أن لبنان غير قادر على الوقوف في وجه العواصف الكبرى، وعليه أن يحمي نفسه في ظل المعارك الدائرة في جواره، أكانت سياسية أم ميدانية.
واليوم، مع العهد الجديد، أهم ما علينا فعله هو أن نضمن الحياد اللبناني في الملفات الكبرى، التي تثير القسمة بين اللبنانيين أنفسهم. فالمحافظة على الحد الأدنى من الحماية للبنان هو أولوية لدى الناس، فدخولنا في سياسة المحاور لن يأتي علينا إلا بالمشاكل.