في لبنان، الجميع يعرب عن امتعاضه من الظروف التي نعيش فيها، والجميع منزعج من الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية، والجميع يريد أن يعرب عن هذا الغضب، في الشارع على الأرجح.
ولكن، معظم الأشخاص الذين يتظاهرون ينتمون في الوقت نفسه إلى أحزاب، وكثيرة من هذه الأحزاب تشارك في البرلمان وفي الحكومة وفي الكتل النيابية الفاعلة، وبالتالي، فإن التغيير يمكن أن يبدأ من عملها الدستوري والمجلسي، وليس من خلال إطلاق شعارات ضد المؤسسات الرسمية التي تشارك فيها.
أما الواقع الذي نعيشه اليوم، فهو يشير إلى الجميع يعارض، ولا أحد يتحمل مسؤولية المشكلات التي وصلنا إليها. الجميع يشارك في السلطة، لكن الجميع يعارض أيضا، في حين أن من يشارك في السلطة هو في موقع المساءلة لأنه مسؤول، وإلا فإن عليه الاستقالة، لكي يتمكن من أن يصبح في المعارضة.
