main-banner

… كي لا نموت وراء الشاشة

يروي أحدهم تجربته عندما قرر لفترة معينة الحد من استخدام الهاتف وحصر استخدام الانترنت بالضرورة القصوى فخرج بالخلاصة التالية:

 

كنتُ أعطي الهاتف بضع ساعات من يومي، ما بين التعامل مع الرسائل أو مع المكالمات والردّ عليها وهي في معظمها غير ضرورية، ولأكثر من خمس عشرة سنة حتى صار التعامل معه وصحبته سبباً في نقص تواصلي مع من يجلس معي، وعدم تركيزي معه في حديثه أو قصته، فعين عليه وأخرى على شاشة الهاتف!

كنت ومنذ أفتح عيني أبدأ بمراجعة البريد والرسائل منها التافه ومنها غير الضروري لا بل أغلبها، فقررت أن أحجب لفترة نظري عنها.

وبعد أسابيع عدت أتسلّل اليها وأتصفحها لأجد أنني لم أضيّع على نفسي أشياء مهمة.

عرفتُ بالتجربة الذاتية إمكان الاستغناء عن أشياء كثيرة قد يبدو التخلص منها لأول وهلة كالمستحيل…

إن فكرة الاستغناء عن الأشياء بحد ذاتها كبيرة وخطيرة، وخاصة حين نستغني عنها باختيارنا دون اضطرار أو إكراه.

جَرِّب أن تستغني عن سيارتك أو تلفازك أو ساعتك لفترة ما، وحاول أن ترصد مردود ذلك على نفسيتك وهدوئك وسكينتك، وأن تبحث عن البدائل المتاحة.

وافترض أنك وقعت في حالة تلزمك بالتخلص مما تعتمد عليه، فكيف تفعل؟

ستتدرب على المشي والحركة، وعلى قضاء وقت أطول مع العائلة، وعلى الاستمتاع بتفاصيل حياتك، وعلى اليقظة للزمن في داخل نفسك.

سوف تسترد بعض يقظتك، وتعيش جوا أكثر خشوعا ويخف الضجيج الهادر بداخلك.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |