main-banner

لولاك أيها الماضي …. لما كنت اﻵن أنا

حان الوقت ﻷلتقي بك أيها الماضي !

حان الوقت ﻷتكلم معك وأعترف لك أنك كنت قاس مرات عديدة ! نعم وكنت ظالما أيضا ! بالطبع لن ولا أنسى أيامك السعيدة التي عشتها ولحظاتك الجميلة التي شعرت بها ، كانت فعلا تسعدني وذكرياتها ما زالت تصطحبني ، فأتذكر مثلا رفاق الصغر الذين تركوا بصمة في حياتي … لعبنا ، ضحكنا وأمضينا معظم وقتنا سويا .

وكم أتذكر أيام المدرسة التي جمعتني برفاق كتت أحس بالراحة حين أجلس معهم وأحس بأنني أريد البقاء معهم بالرغم من إنتهاء الدوام ، ولكن نعود في اليوم التالي لتخلق ذكريات جديدة تشهد عليها مقاعد الدراسة وملعب المدرسة . ولن أنسى ذلك الشاب الذي ، وفي كل مرة ألتقي فيه في الشارع صدفة ، أتطاير من شدة الفرح فأسأل رفيقتي حالا : “هل ﻻحظت إهتمامه ونظراته مثلما أنا ﻻحظت ؟ أم إنني أتوهم ؟” وغيرها من الذكريات التي تمتلك قلبي ! ﻻ أعتقد أنها تتكرر يوما ما ﻷنها لحظات فريدة لها إطارها الزماني والمكاني ، ولو تكررت مرة أخرى لن تكون متميزة !

ولكن أيها الماضي كم مرة شعرت فيها بأنني حزينة ومتألمة بسبب كلمات جارحة صدرت هفوا أو عمدا عن أناس أحببتهم ! وكم مرة خاب أملي بسبب أشخاص رسموا البسمة على وجهي وكانوا فيما بعد سببا ﻻنذراف دمعتي . وكم مرة شعرت فيها بالضعف بسبب إهمال أحبائي لي ! وغيرها من المرات التي تمنيت فيها الرحيل إلى كوكب آخر !

لقد تواجهنا أخيرا أيها الماضي ! لا تهزأ من كلامي هذا و حاول أن تصدق مشاعري ﻷنني كنت صادقة للغاية . لم أنكر أيامك الجميلة ولكن كان لا بد عليك أيضا أن تدرك أنك ظلمتني في بعض اﻷحيان . نشكرك ، غيري وأنا على كل الدروس التي علمتنا إياها ، وعلى كل النصائح الي وجهتها لنا ، وعلى كل المرات التي ، وبعد بكائنا وألمنا ، أدركنا كم من الضروري أن نسير في هذه الحياة بحسب قانون ” عامل كما تعامل ” ﻷنه لولاك لما كانوا هم على ما هو عليه اليوم ولما كنت اﻵن أنا !!

بقلم تانيا عازار

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |