يشهد مجلس النواب جلسات لمساءلة الحكومة، لكن المفارقة هي أن معظم الأحزاب المشاركة في الحكومة، موجودة أصلا في كتل كبيرة في مجلس النواب، ما يعني أن هناك نقضا لفكرة الجلسات من الأساس، وتعارضا مع الهدف الذي من أجله تم وضع هذه الجلسات.
هذا الأمر يعيدنا إلى ما قاله البطريرك صفير يوما: لا يمكن لعربة أن يجرها حصانان، الأول من الخلف والثاني من الأمام، أي أنه لا يمكن لموالاة ومعارضة أن يمكثان في البيت نفسه، وفي الحكومة الواحدة.
لو أن هناك معارضة تعارض وسلطة تحكم، لكنا قلنا أن هناك واقعا سليما يمكن التعايش معه، لكن في الظرف الراهن، الجلسات ليست إلا مسرحية. الأسس السليمة لبلدان ديمقراطية تقوم على استقامة العمل، لأن الحكومة لن تقوم بأي مجهود طالما أنها تعلم أن هناك ثقة لها من الأحزاب التي تشارك فيها.