main-banner

فرنسا حوّلت مجاريرها أنفاق مترو… ونحن مجاريرنا تعيش بيننا

لا يعرف اللبناني قيمة الأخطاء المرتكبة من الحكومات المتعاقبة بعد الحرب، إلا عندما يصبح في بلد آخر، يكتشف فيه كم أن الحياة في لبنان صعبة وغير قابلة للتحسين إلا بإرادة جامعة وثورة فعلية.

في فرنسا، وفي العاصمة باريس تحديدا، شبكة مترو منظمة يمر فيها قطار كل ثلاث دقائق، وينطلق من نقطة معينة إلى أخرى بشكل منظم ومتناسق، يجعل من السياح والسكان قادرين على التنقل من دون أن يكونوا بحاجة إلى سيارة خاصة. أي نقطة في العاصمة لها محطة مترو، والمسافة بين محطة وأخرى ليست ببعيدة، فيكون الإنسان قادرا على التنقل بينهما بسلام.

اللافت في هذه القضية أن شبكة أنفاق مترو باريس كانت يوما ما شبكة مجارير، أو أنفاق للصرف الصحي، قبل أن يتم وضع أسس سليمة للتخلص من مياه الصرف، وتحويل هذه الأنفاق تحت الأرض وفوقها إلى شبكة تنقل محترمة تحظى باحترام كل من يزور باريس.

ماذا ينقصنا في لبنان لنفعل ذلك؟ ينقصنا تنظيم وإرادة، وليس أموال، لأن الأموال تصرف على مشاريع سخيفة ولو أننا وضعنا في السنوات العشرين الماضية ثقلنا لحل أزمة السير، لكنا تمكنا من الوصول إلى مكان محترم. لو أن في لبنان نظام نقل عام محترم، لما كنا بحاجة إلى سيارة خاصة لكل منا، ولما كنا بحاجة لأن نتنقل في الزحمة الخانقة بسبب القدرة الاستيعابية الصغيرة لطرقاتنا. المجارير في لبنان تعيش بيننا وعلى طرقاتنا أو تصب في البحر حيث يسبح أولادنا. أليست فرنسا مثالا للبنان؟ انظروا ماذا فعلت وتمثلوا بها…

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |