main-banner

حول تظاهرة باريس

لا شك أن النظرة من فوق الى التجمع التاريخي الأحد في باريس حملت الرسالة التي شاءتها تلك التظاهرة بأن تكون قوية ضد الإرهاب، ولكن سلسلة نقاط ضعف يمكن ملاحظتها في سياق التدقيق بالتفاصيل، أبرزها مشاركة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تركت استهجانا واسعا والعديد من علامات الاستفهام.

 

ولكن مشاركة نتنياهو لم تكن نقطة الضعف الوحيدة في تلك التظاهرة، والملاحظات التي يمكن حصدها من اراء الناس على مواقع التواصل الاجتماعي كثيرة ويتمحور معظمها حول المظالم التي لحقت بشعوب المنطقة من دون أن تلقى بعضاً من الصدى الذي تركه الاعتداء على اسبوعية شارلي إيبدو.

 

في الأسبوع ذاته التي حصلت فيها أحداث فرنسا، قتل صحافيان تونسيان وتجمّد أطفال سوريون وماتوا من البرد، وقتل رجال أمن على الحدود السعودية وسقط العشرات في انفجار في صنعاء وآخرون في انفجارات في العراق، وقتل وجرح العشرات في تفجيري جبل محسن في لبنان وسقط  كثيرون آخرون وكلهم ضحايا هجمات إرهابية، لكن أحدا حول العالم لم يهتم لأمرهم ولا لأمر مئات الألاف من الضحايا الذي سبقوهم الى الموت ظلما.

لا فرق بين موت وموت لكن يبدو أن ثمة فرق بين قتيل وقتيل.

وثمة فرق بين قاتل وقاتل.

 ثمة خلل في المشاعر الانسانية، تُذرف الدموع على مشهد جريمة ويُغضّ الطرف عن مسلسل موت يحصد مئات الألاف من الضحايا.

هذه الإزدواجية في المعايير هي نقطة الضعف في تظاهرة باريس… ليت العالم يعيد النظر في أدائه، في سياسته، في اهتماماته في المنطقة، عندها سيخطو الخطوة الأولى نحو مكافحة فعلية لظواهر التطرف والإرهاب.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |