لماذا نبحث باستمرار عن العفو في حين أن المطلوب هو الحساب؟
كل فترة نسمع من جديد بمطالبات لإقرار قوانين عفو جديدة، من أجل إرضاء بعض المناطق اللبنانية التي يقوم نوابها بحملاتهم على أساس إقرارها، خصوصا إن كان عدد كبير من أبناء المنطقة يشملهم العفو.
ولكن هذا الأمر غير منطقي على الإطلاق، فالمطالبة بالعفو في كل فترة هو أمر لا يمكن الاستمرار به، باعتبار أن هناك ضرورة للتشدد في القصاص مع استمرار الجريمة، لا التراخي لأسباب سياسية.
في زمن نطالب فيه بمحاسبة المسؤولين عن كل ما يحصل في البلد، لا يمكن تمرير قوانين عفو عن جرائم أخرى، من بينها القتل، كما لو أننا نقول للناس يمكنكم ارتكاب الجرائم طالما أننا سنقر قوانين عفو كل فترة وأخرى.
هذا الأمر يحتاج إلى دراية فعلية لمخاطره، وبدل العفو، السعي لاستقلالية القضاء، ولأحكام أسرع، لأن معظم الذين يستحقون العفو هم الذين يمضون أيامهم في السجن من دون أحكام، وعندما يصل الحكم، يكون أقصر بكثير من المدة التي أمضوها فعليا في الزنزانة.