صحيح أن اللاجئين السوريين يعانون جراء الأزمة التي تعصف ببلادهم، ويعيشون اليوم تحت وزر الضغط المادي والاجتماعي في لبنان وفي دول الجوار، لكن الصحيح أيضا هو أن اللبنانيين أنفسهم غير قادرين على أن يحتملوا المزيد من الإهمال بحقهم على حساب الآخرين، بحيث أن الأولوية هي دائما لأن تكون المساعدات للاجئين في حين أن اللبنانيين بحاجة لذلك.
آخر هذه الأمثلة هي ما يحصل في البقاع، لجهة توزيع المازوت على الناس، بحيث يتم توزيع المازوت مجانا للاجئين السوريين الذين يحملون بطاقات من جمعيات معينة أو من جهات تعنى باللاجئين، في حين أن اللبنانيين غير الميسورين محرومون من هذا الأمر، ولا يستطيعون الحصول على الحد الأدنى من المساعدات رغم أن الدولة عالمة بأوضاعهم.
لا شك أن السوريين بحاجة إلى مساعدات وهذا أمر لا يحتمل النقاش، لكن المطلوب هو أن يتم تأمين المساعدات لهم من صناديق دولية أو جمعيات خيرية وليس من جيب اللبنانيين أو من المساعدات التي من المفترض أن تأتي أولا للبنانيين من الدولة، وإلا بات السوريون في موقع من يأخذ المساعدات من درب اللبناني، وهذا الأمر سيؤدي في نهاية المطاف إلى خلق أزمة سياسية واجتماعية جديدة.