أزمة النفايات التي تستفحل بلبنان ليست نتيجة أزمة استفاق عليها اللبنانيون اليوم، أو أدركوا أنها تدق أبوابهم فجأة، بل هي نتيجة تراكم الإهمال لأكثر من 17 عاما منذ بدء العمل بمطمر الناعمة، وعدم البحث عن حلول منطقية وموضوعية منذ ذلك الحين.
كان بالحري البدء بالبحث عن حلول لأزمة النفايات منذ العمل بمطمر الناعمة، ومعرفة أنه لا يستطيع استيعاب الكميات الكبيرة من النفايات، وكان من المفترض أن يتم البحث منذ ذلك الوقت بحلول جذرية، تقوم على الفرز وإعادة التدوير، أو ربما تصدير النفايات، والعمل على إنتاج الطاقة منها، إلى ما هنالك من حلول يمكن للمجتمع المدني أن يساهم في إيجادها انطلاقا من الخبرات التي يمتلكها.
إضافة إلى ذلك، لا بد من التوقف عند أمر مهم جدا، وهو أن الضغط الشعبي لم يكن لديه أيضا أي حل، لأنه ضغط في اتجاه إقفال مطمر الناعمة، وها هو اليوم يشكو من أن النفايات في الطرقات، في حين أنه كان يجب عليه أن يعمل على تأمين الحلول أو الضغط على الحكومة لفعل ذلك قبل الشروع في إطلاق الهتافات التي لا تودي إلى أزمة جديدة.
هذه هي مشكلتنا الأساس، أننا نصل إلى المشكلة بعد فوات الأوان، في حين أنه يكون ربما بإمكاننا أن نتجنبها في مرحلة معينة، لكننا لا نفعل ذلك، فهل نستدرك من الآن فصاعدا ونسعى إلى فرملة صراخنا، وتفعيل عقلنا؟
