إن اللحظة التاريخية التي شهدناها في السراي الكبير مع التوقيع لبدء التنقيب في البلوكين ٤ و٩ إنما هي لحظة انتظرناها سنوات، ولا شك أنها كانت من الطموحات اللبنانية منذ ستينيات القرن الماضي، عند حديث الرئيس كميل شمعون للمرة الأولى عن المساعي للتنقيب عن النفط في بحر لبنان.
اليوم، ومع تحول هذا الأمر إلى حقيقة، لا بد من أن نشهد على الفرحة بهذا التحول، ولكن وسط الأزمة التي نعيشها، علينا طرح أسئلة أساسية تتعلق بموضوع الشفافية ومصير أموال النفط. مع الطبقة الحاكمة نفسها التي تحكمنا، والتي ما زالت متربصة بكل مفاصل الدولة، هل يمكن أن نصدق أن أموال النفط ستعود للبنانيين؟ وقبل أن نصل إلى أموال النفط، هل لدى الحكومة خطة من أجل تحسين الأوضاع في لبنان، والتعافي الاقتصادي، قبل استخدام هذه الأموال يمينا وشمالا؟ الجواب طبعا لا، وبناء عليه، لا يمكننا أن نقبل بأن يكون مصير النفط مثل مصير كل خيرات لبنان.