يفاخر البعض بالاحتفال بأن لبنان أصبح بلدا نفطيا مع وصول أول باخرة للتنقيب عن النفط إلى السواحل اللبنانية، مع العلم أننا لا نعرف كمية النفط التي يمكن أن نأخذها من البحر، ولا ندري أيضا متى سنبدأ بجني المحاصيل من النفط، وقد يكون ذلك بعد سنوات طويلة.
في المقابل، يسأل المشككون، وهم كثر في هذا البلد الذي نشكك فيه بكل شيء، بقدرة هذه الدولة على التعاطي بشفافية مع الموضوع، خصوصا أن النهب والسرقة والجشع لا تترك مجالا لدينا بوضع أي حسن نية فوق الشكوك.
ما نفع أن يصبح لدينا نفط في البحر، وننقب عنه، ونحن ندرك أن أموال هذا النفط ستذهب إلى أمراء الطوائف وأزلامهم، وأن لبنان الدولة الفعلية لن يكون قادرا على الاستفادة من أي من مقدراته؟ عندما ظهر النفط في قطر أو في الإمارات، كانت هناك قيادة واحدة، وشفافية في التعاطي لحسن سير الأمور في البلاد، فتحوّلت الصحراء إلى أجمل الدول. لا ندري إلى أي مدى سينطبق ذلك على وضعنا هنا!