من المعيب أن نسمع في لبنان تصريحات من قبيل إن الأوضاع آيلة إلى انفراج بعد الاتفاق النووي الإيراني. تخرج أبواق من هنا وهناك لتفاخر أو تهاجم الاتفاق بين إيران والدول الكبرى، وتعتبر أن لهذا الاتفاق أثرا على السياسة اللبنانية وعلى سير الأوضاع في البلاد.
في الحقيقة، إن هؤلاء يجدون في الحجج التي يقدمونها أسبابا تتعلق بالدور الإيراني في لبنان، وارتباط حزب الله بإيران، إلى ما هنالك من عوامل جيوسياسية، لكن المراهنة على المتغيرات في المنطقة وفي إيران أمر معيب، لأن ربط الانتخابات الرئاسية أو النيابية أو مسار الحكومة أو مسألة السلاح والحرب في سوريا بالاتفاق النووي الإيراني، هو نوع من العمالة.
نعم… الدستور اللبناني ينص على أن اللبنانيين هم من يحكمون أنفسهم، أما ربط الصراعات اللبنانية بملفات خارجية، والمجاهرة بها على المنابر وفي المقابلات والاتصالات، ففي ذلك خراب للوطن. وعلى الدولة محاكمة كل من يتفوه بهذا الكلام، لأنه يربط سيادة بلاده بدول أخرى، وهذا معنى آخر للعمالة.
