للأسف، نسمع بين الحين والآخر عبارات يرددها الشبان الذين ولدوا بعد انتهاء الحرب، من قبيل: لو بترجع الحرب لنعمل ونسوّي، وكلنا جاهزين لنحارب بركي منرتاح، وإلى ما هنالك من تعابير يستخدمونها من دون أن يفهموا معناها.
شبان ولدوا في التسعينيات في السلم والأجواء المرنة في البلاد. لم يقفوا يوما على المتاريس، لم يشعروا بخوف الملاجئ، ولم يتوقفوا يوما عن العيش خوفا من القذائف التي تنهار. هؤلاء لم يقفوا يوما على حاجز طلب هويتهم، ولم ينقطع عنهم الخبز في أي لحظة، عندما كان الطحين غائبا. لم يروا الجثث في الأرض، ولم يذهب أحباؤهم من دون أن يعودوا إلى منازلهم.
لكن أهل هؤلاء عاشوا الحرب… وهم يعلمون ما تكلفه الحرب، ويعلمون أيضا أن ثمن الموت باهظ جدا. فأين هؤلاء الأهل من توعية أطفالهم على ما عاشوه، لكي لا تعاد هذه اللحظات السوداء في لبنان؟
