بلاد بوكو حرام، الحركة الإسلامية المتطرفة التي تقتل المسيحيين والمسلمين، وتبايع داعش في إفريقيا، وبلاد التهديدات الأمنية المستمرة، وبلاد الفقر والعوز والضائقة الاقتصادية… كلها صفات لدولة واحدة هي نيجيريا، التي تمكنت رغم كل هذه الأزمات من أن تستكمل الانتخابات الرئاسية بنجاح، وتتغلب على كل الصعاب والتحديات، وتتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس لها.
أما في لبنان، الذي يتباهى بنفسه من دون أي سبب وجيه، فهو بعد مرور عشرة أشهر على الفراغ الرئاسي ما زال غير قادر على انتخاب رئيس بسبب مقاطعة الكتل النيابية للبرلمان، وما زال يتحجج بالدوافع الأمنية لتبرير التمديد المتواصل للبرلمان وعدم إجراء انتخابات نيابية.
في هذا الزمن الذي نعتبر فيه أنفسنا نصف الكون، تمكنت دولة ظروفها أصعب منا بكثير من إتمام استحقاقين دستوريين كبيرين، هذا عدا عن الدول الأخرى التي أجرت انتخابات ناجحة في السابق أيضا رغم الأزمات الأمنية، من سوريا إلى العراق إلى أفغانستان.
العالم كله أفضل من لبنان لسبب واحد وبسيط، أن لدينا طبقة سياسية ترفض تجديد نفسها، والتمسك بالكراسي بات أقوى من بوكو حرام في نيجيريا، فمنع استحقاقات دستورية، فيما الحركة الإرهابية لم تتمكن من منعها.
