قضية الشابة نيكول عساف تبكي كل من يسأل عنها. هذه الشابة المتفوقة في الجامعة وتدرس الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت، وجدت مقتولة في الحمرا قبل ساعات، وكما يحصل دائما في لبنان، طاردتها الشائعات إلى مثواها الأخير، بين من يقول إنها انتحرت أو تناولت جرعة زائدة من المخدرات، أو حتى قتلت على يد شاب كانت تحبه.
المقربون من العائلة يتحدثون عن أن نيكول عاشت فترة صعبة في الآونة الأخيرة، بعدما كانت على علاقة بشاب أدخلها عالم المخدرات والسوداوية والحزن والخوف، واستغلها ماديا بشكل كبير، ولم يترك لها سببا للفرح في الحياة. ورغم انفصالها عنه، بقي يطاردها ما دفعها إلى حال من الاكتئاب.
في جميع الأحوال، لا بد من انتظار نتيجة التحقيقات في هذه القضية الإنسانية، التي يفترض أن تدفع السلطات المعنية إلى افتحام الجامعات والكشف عن هذه العصابات التي تؤذي شبابنا وشاباتنا، وتجرهم إلى أماكن لا يريدها أحد. فهناك شبكات منظمة في الجامعات تريد أن تجر الشباب إلى المخدرات والأفكار السيئة، والممارسات غير الحميدة، التي تدمر مستقبلهم. فمن يحمي شبابنا من هؤلاء المتطفلين، وكم من نيكول عساف سنشهد بعد قبل أن ندرك أن الإرهابيين هم أيضا من يدخلون الجامعات لكسر المجتمع؟
