في زمن نرى فيه الرئيس الأميركي ينتظر بالدور للحصول على وجبة طعام في البيت الأبيض أو في أي مطعم في البلاد، ما زال النائب نقولا فتوش يخال نفسه فوق البشر وفوق كل الحسابات. هذا الكلام ليس من منطلق سياسي، لكن فتوش تخطى كل الأعراف والأصول في ارتكاباته اليوم في قصر العدل في بعبدا.
فهو دخل كما روى الحاضرون واستمهلته الموظفة منال ضو ريثما تنتهي من العمل على معاملة سابقة، فراح يصرخ أنا النائب نقولا فتوش ولا أستطيع الانتظار، قبل أن تطلب منه الانتظار بالدور، فما كان منه بأخلاقه الرفيعة المعهودة إلا أن أقدم على ضربها قبل تدخل زملائها ومغادرته.
هذه المراجل التي أقدم عليها النائب نقولا فتوش تعكس كيف أنه يتصرف بتعالٍ مع الناس ويظن أنه يحصل على الحصانة اللازمة للقيام بكل المخالفات، كما أنه يقلل من الأخلاق وهو النائب الذي لم نعرف منه سوى مشاريع التمديد لمجلس النواب، ومشاريع الاستحصال على تعويضات لكساراته التي تنهش الجبال.
هذا هو النائب الذي يريد التمديد لنفسه وللنواب سنوات وسنوات جديدة لتكتمل الولاية الممددة، وهذا هو النائب الذي لم ير منه الناس سوى المخالفات للقوانين. نقولا فتوش، إن ما تقوم به في زمن نريد فيه دولة القانون والمساواة واحترام الآخر هو عار على الأمة، وأقل ما يمكن فعله هو تجريدك من النيابة.
