هناك فرق بين الدستور والأعراف. فالدستور واضح ومكتوب ويجب اتباعه في كل مرة، أما الأعراف، فهي تصبح موجودة عندما نكرسها، ونعتمدها في كل مرة بعد اعتمادها للمرة الأولى. وفي تشكيل هذه الحكومة، ما أكثر الأعراف التي تحصل، خصوصا أنها المرة الأولى بعد الطائف التي يكون فيها رئيس الجمهورية حزبيا وليس من خلفية وسطية كما درجت العادة.
الأعراف في الثلث المعطل للرئيس وكتلته، الأعراف في منح الوزارات السيادية لأطراف معينين، الأعراف في تكريس وزارات لرئيس الجمهورية مثل وزارة العدل أو مكافحة الفساد، الأعراف في توسيع التمثيل الطائفي أو التلاعب بالتوازنات المذهبية داخل الطوائف، الأعراف في رفض وقبول الصيغ الحكومية، الأعراف في توزيع الحقائب الخدماتية. كلها أعراف لم تكن موجودة قبل اليوم، واعتمادها في هذا التوقيت سيجعل كل حكومة تأتي تضطر لأخذها في الاعتبار، كما سيجعل من الدستور مهزلة، ومن تشكيل الحكومات مهزلة أكبر. أوقفوا هذه الأعراف واعتمدوا الدستور قياسا، وإلا سنصبح وطنا على قياس مجلس النواب الحالي.