أثناء مراقبة جيل الشباب الصاعد في لبنان، تكتشف كارثة مقبلة ستواجه مجتمعنا الشبابي، لأن الشغل الشاغل لهذا الجيل الذي يمكن اعتباره جيل الـ”سوشيل ميديا” ومواقع التواصل الاجتماعي بات الـ”تفشيخ” ومن يمكنه نشر صور اكثر من الآخر في أماكن ترفيه ومنتجعات مخملية.
يوم الأحد إذا دخلت الى كنيسة للصلاة فستشاهد عرضا للأزياء، أحذية باهظة وفساتين ملونة وقصيرة ومفتوحة عند الصدر، وشبان وشابات يلتقطون “سيلفي” أمام الكنيسة، وخلال القداس الإلهي سترى تلك الفئة تتابع حياتها على مواقع التواصل امام شاشات هواتفها الذكية. وهذا إذا عثرت على شاب او شابة في الكنيسة يوم الأحد، لأنهم سيكونون مستلقيين على شواطئ البحار او في المرتفعات يرقصون تحت اشعة الشمس وبيدهم كؤوس الكحول.
الشباب اللبناني يتبارز اليوم على صرف النقود، وأهلهم يعملون ليلا ونهارا لتأمين قوتهم اليومي، وفي حال عدم تأمين ما يريدون فستقوم الدنيا ولن تهدأ مجددا على الأهل، فشاب مثلا معاشه 1000 دولار يدفع على سهرة مبلغ 500 دولار اي نصف معاشه، للتباهي على اصدقائه وصديقته بأنه مرتاح مادياً، ويقوم بنشر صور الزجاجات التي فتحها ويتباهى على فيسبوك وانستغرام.
أما من جهة الشابات، فمرض الإنستغرام فتك بهن وأهلك اجسادهن التي باتت شبه عارية، فالرقص و”الخلع” في الملاهي الليلية بات من اختصاص هذا الجيل، والصور مع وجه “البطة” والمؤخرة البارزة باتت تجتاح حساباتهن، ولم يعد للشابات حرمة ولا دين وهيبة للأهل. اما من ناحية الغيرة فحدث ولا حرج، فإذا اشترت مثلا لارا فستانا باهظا، فجيسكا تريد شراء حذاء اغلى من الفستان، ووالدتها لم تغير قميصها من 10 سنوات ووالدها لا يزال يلبس بزة زفافه.
نرى اليوم شاب عمره 16 عاما يقود سيارة ثمنها باهظ، والسيارة مليئة بالشبان وبالتدخين والكحول، وعندما تقع الكارثة يصرخ الأهل، ويلقون اللوم على الدولة وليس على تربيتهم.
الى الجيل الجديد: توقفوا عن “التفشيخ” وعودوا الى رشدكم قليلا، لانكم افقدتم لبنان قيمه وتربيته، وإذا انتم تربيتم بهذه الطريقة فكيف اطفالكم في وقت لاحق؟