نذكر ماذا كلفنا النأي بالنفس في السابق؟ لقد دفعنا ثمن هذه الظاهرة كثيرا، خصوصا في فترة احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية، واضطرار اللبنانيين إلى الاقتناع بأن النأي بالنفس هو السبيل الوحيد لتخليص لبنان من الأزمات المستعرة حوله. يومها، أقرت الحكومة ورقة النأي بالنفس، ليس خوفا مما حصل، بل اقتناعا بأننا لسنا مضطرين لأن ندفع ثمن ما يحصل في المنطقة على أرضنا. لكن اليوم، عادت التصريحات المقلقة التي تخرق هذا المبدأ، وتتحدث عن التدخل في لبنان واليمن، وتهاجم السعودية وتستجر الردود بالهجوم على إيران، وغيرها من الأمور التي تخرق المبدأ الأساس لحياد لبنان عما يحصل في المنطقة. إن كل ذلك لا يصب في مصلحة لبنان على الإطلاق، فإن كان فينا من عقل، علينا الابتعاد عن التوترات والبقاء حيث يمكننا أن نحمي أنفسنا، لكي لا تطالنا النيران على الإطلاق.