الإضرابات التي يقيمها اتحاد النقل العام والتي تشل حركة البلاد والمواطنين ليست صدفة، بل هي منسقة لا بل مطلوبة في بعض الأحيان. لا شك أن المطالب محقة، ومن الطبيعي أن تكون الأزمة أدت إلى مطالبة هذه الفئات بالكثير من الحقوق المنطقية، ولكن عندما نرى تركيبة النقابات والتجمعات التي تدعو إلى الإضراب، يصعب الأمر عجيبا.
نعلم كلنا كيف أن الإضرابات تحصل وفق منطق سياسي، بما أن المسؤولين عن التحركات هم أتباع لسياسيين وأطراف، معظمها مشارك في الحكومة. وإذا طلبت قيادة معينة وقف الإضراب، توقف بطريقة عجيبة ومن دون مبرر. فهل تتظاهر السلطة ضد نفسها، وضد الوزراء الذين عينتهم، فتحرك النقابات التي عيّنتها أيضا بنفسها؟
إن كل هذه الأمور ما هي إلا مواربة غير مبررة تقوم على توتير الناس والأجواء، وعرقلة الحكومة، بسبب شد الحبال السياسي لا أكثر ولا أقل.