مشهد المكتبة الوطنية في لبنان يكبّر القلب! مكتبة فيها أحدث التجهيزات وأجمل التقنيات، وتوحي بأنها في أهم دول العالم، لما تتضمنه من أمور لافتة للنظر. وعند افتتاحها من قبل أهم أركان الدولة، شعرنا بالفخر لأنه، ولو كان الأمر متأخرا، أصبح لدينا صرح ثقافي وتعليمي جدير بالاهتمام مثل المكتبة الوطنية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيكون لدى زائري المكتبة الثقافة اللازمة للحفاظ عليها؟ نعلم جميعا كيف هي حال الأماكن العامة، لناحية الحفاظ عليها. حفر على الخشب للعشاق، وتكسير وتخريب من دون مسؤولية، وعدم احترام للأماكن العامة على الإطلاق. إنه نداء استباقي قبل أن نحوّل هذا الصرح إلى مكان غير لائق لزواره. حافظوا على المكتبة الوطنية ولا تجعلوا وضعها يصبح مثل أماكن عامة أخرى، لأن التعاطي مع المكان العام يدل على ثقافة الشعوب، ونحن ما زلنا بعيدين في هذا المجال، ويا للأسف.