مضى على الحوار الأول الذي أطلقه الرئيس نبيه بري في مجلس النواب عام ألفين وستة أكثر من تسع سنوات، حاول خلالها إدخال لبنان إلى مرحلة جديدة يتم خلالها التوافق على كل الأمور، فكانت النتيجة أننا عرقلنا كل الأمور.
ومنذ ذلك الحين، عشرات جلسات الحوار حصلت أكان تحت رعاية بري أو الرئيس ميشال سليمان فيما بعد، ولم تتمكن من تحقيق ذرة تقدم في أي مجال من المجالات، باستثناء أنها أصبحت رديفة لمجلس النواب المعطل أساسا.
ماذا حققت الحوارات السابقة على صعيد الشلل الحكومي الذي تكرر أكثر من مرة أكان من خلال عرقلة القرارات، أو من خلال عرقلة تشكيل الحكومات في السنوات الماضية؟
ماذا حققت الحوارات السابقة لناحية الديمقراطية وقانون الانتخابات، بحيث أن مجلسنا بات ممددا لنفسه، ولم يجتمع لإقرار القوانين الحياتية الملحة قبل ذلك؟
ماذا حققت الحوارات السابقة لناحية الفلتان الأمني الذي تواصل بشكل مريع في لبنان، وارتفعت وتيرته، وزادت معه نسبة الإفلات من العقاب؟
لم يتحقق أي شيء من خلال هذه الحوارات العقيمة، ولن يتحقق اليوم أي شيء أيضا. إنها مسرحية لتغيير الموضوع الأهم، وهو انتخاب الرئيس.
