main-banner

أي فشل هذا الذي نحن فيه؟!

إذا كان التطرف في العالم هو الصّدى الحقيقي للفشل السياسي، فإن الواقع اللبناني سيكون مقبلا على ما هو أسوأ بكثير. فأي فشل أعظم من الفشل الذي نحن فيه. بين اللا مؤسسات والمؤسسات المترنحة أصبحت الحياة السياسية في لبنان تسير بالصدفة.

بلد من دون رئيس يعني بلدا برؤوس متعددة، بلد فوضى وعبثية وتناحر واقتتال ومجهول.

وكما في شريعة الغاب الغلبة للأقوى وليس للحق، وعندما تغيب العدالة ويسود الظلم، علينا أن نتوقع ظهور المزيد من طفرات التطرف وعوارض الحروب والمظاهر التي كنا اعتبرناها غريبة عن مجتمعنا.

صحيح أن داعش تطرق أبواب لبنان كما ابواب العديد من دول المنطقة وربما العالم، ولكن يبقى صدّها عسكرياً أمر ممكن إذا كانت الساحات الداخلية محصّنة بأجواء مريحة ليس فيها مشاعر غبن.

فالداعشية تتغذى من الفشل السياسي وإذا استمر الفشل وتمادى كما هو حاصل اليوم في لبنان، فإن داعش وأخواتها  قد لا تحتاج لكسر الأبواب بالقوة لتدخل، حيث يمكنها فقط الانتظار، حتى تفتح لها التصدعات الباب على الجانب الآخر.

هذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجه الجميع اليوم، والحل قبل أن يكون أمنيا فهو سياسي. الحل يبدأ باستعادة مؤسسات الدولة قرارها المسلوب. الحل بأن لا يكون صيف وشتاء تحت سقف واحد، بأن لا يشعر أحد بأنه إبن ست والآخر إبن جارية، بأن تطبق القوانين على الجميع وتمنح العدالة للجميع، وإذا كان من ظلم لا محالة، فبالتساوي…

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |