main-banner

المر في اليوم الثاني لمؤتمر الانتربول: الارهاب لم يمنعْني من مواصلة محاربته

بدأت اعمال المؤتمر السنوي الـ83 للانتربول في موناكو اليوم وسط تدابير أمنية مشددة واستثنائية، حيث تم اشغال 2000 غرفة من اصل 2200 لصالح اعمال المؤتمر الذي ركزت الكلمات خلاله على سبل مكافحة الارهاب ومشكلة الارهابيين الاجانب وكيفية التصدي لهم.

وقد حضر الافتتاح امير موناكو البير الثاني ورئيس مؤسسة الانتربول الياس المر ووزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق على رأس وفد ضم المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وعدداً من كبار الضباط، اضافة الى وزراء داخلية وعدل من اكثر من 100 دولة.

وبعد كلمة ترحيبية من الامير البير، تحدث الامين العام للانتربول رونالد نوبل عن ابرز انجازاتها خلال السنوات الماضية، منوهاً بالرئيس المر وما انجزه حتى الان في وقت قياسي وما يؤمل منه في دفع عمل الانتربول في المرحلة المقبلة.

وقد عقد المر سلسلة اجتماعات مع عدد من الوزراء المشاركين في المؤتمر ابرزهم وزير الداخلية الروسي فلاديمير الكسندروفيتش كولوكولتسر، وعرضا تعزيز التعاون بين روسيا ومؤسسة الانتربول.

كلمة المر

وبعد الظهر، عُرض فيلم وثائقي عن سيرة المر السياسية والامنية والتفجير الذي تعرّض له في سيارة مفخخة في انطلياس عام 2005، ولقاءاته مع عدد من رؤساء العالم. ثم القى المر كلمة جاء فيها:

“يشرفني أن نكون هنا معاً في “الجمعية العمومية الثالثة والثمانين للانتربول” في موناكو، وأهنئكم على 100 عام من النجاح منذ ولادة فكرة الانتربول عام 1914 خلال المؤتمر الأول للشرطة الجنائية الدولية الذي أقيم هنا في موناكو.

يواجه العالم اليوم تحديات أكثر تعقيداً، لذا نجد أنفسنا، هنا والآن، على مفترق طرق لإثبات أن الانتربول هو منظمة كلّ زمان ولكلّ مكان.

الإرهاب والجريمة المنظمة أصبحا أكثر تعقيداً، وأشد خطراً على السلام والأمن الدوليين. ولا يمكن ولا ينبغي ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية او حضارة.

 ينشئ الإرهابيون والمجرمون شبكات دولية تربط بين دول المنشأ والعبور والمقصد، وينتقلون من خلالها مع الموارد اللازمة لجرائمهم.

يستخدمون تكنولوجيا الاتصالات في نشر الفكر المتطرف وتجنيد الإرهابيين، وتمويل وتسهيل سفرهم. والانتربول هو المنظمة الدولية المؤهلة للتصدي لتهديدات الارهابيين.

وقد ابدى مجلس الامن الدولي في قراره رقم 2178 تقديره للجهود التي يبذلها الانتربول في هذا المجال من خلال استخدام شبكة الاتصالات الآمنة الخاصة به، وقواعد بياناته ونظامه الخاص بالاشعارات التنبيهية والاجراءات التي يتّبعها لتعقّب أوراق إثبات الهوية ووثائق السفر المسروقة أو المزوّرة، ومنتدياته المتعلقة بمكافحة الإرهاب وبرنامجه المعني بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب.

أيها السيّدات والسادة،

نتحمّل اليوم مسؤولية كبيرة على الصعيد العالمي، أمنياً وسياسياً، وسنكون على قدر هذه المسؤولية. وانا أعلم ماذا ينتظرنا وأدرك التحديات. معاً، يداً بيد، سنهزم المجرمين والارهابيين.

ما قامت به منظمة الانتربول عظيم حتى اللحظة. الآن، نحتاج الى الدفع بها قُدماً، لتكونَ على مستوى التحديات والآمال للمئة سنة المقبلة.

تحتاج المنظمة الى التواصل مع رؤساء الدول والحكومات والشركات الكبرى، لاطلاعهم على ما يقدمه الانتربول والإطلاع على احتياجاتهم لعالم اكثر أماناً.

مسافرون تمكنوا العام الماضي، من التنقّل بين بلدان من دون التدقيق في جوازات سفرهم، مليون ونصف مليون مرة.

نرى إرهابيين ومجرمين يقطعون الحدود بجواز سفر، ويستخدمون آخر في الفنادق ولفتح حسابات مصرفية وللسفر جواً وبحراً.

نسعى الى الشراكة مع الحكومات والقطاع الخاص بهدف محاربة الجريمة المنظمة، ومن أجل حماية المصارف من عمليات تبييض الأموال وحماية المريض من الدواء المزوّر وتأمين الحماية لقطاع الطيران والفنادق حول العالم، ولوضع حدّ لسرقة السيارات واستخدامها في عمليات ارهابية، ولمكافحة جرائم المعلوماتية وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر وبيع الاعضاء.

يريد الانتربول من القطاع الخاص أن يستفيد من إمكاناته المتطورة وقاعدة بياناته الضخمة من أجل مكافحة الجريمة المنظّمة.

ايها السيّدات والسادة،

يشرفني أن أزفّ إليكم أننا أطلقنا أمس “مجلس أمناء مؤسسة الانتربول” وهو يضم نخبة من أهم الشخصيات العالمية، على مستوى القارات والقطاعات. وسينضم الينا قريباً نخبة عالمية جديدة لاستكمال المجلس.

هذا المجلس سينظر في القضايا الاستراتيجية. ويوفّر دعماً قوياً لقضية الانتربول ومشاريعه الاستثنائية عالمياً.

لدينا خارطة طريق لاكمال دور الانتربول، لبلورة رؤية استراتيجية أوسع، تضم آراء الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني وتصوراتهم بهدف الجمع بين الرؤى.

هدفنا أن نخفّف كلفة الأمن من خلال التعاون بين الانتربول والقطاع الخاص، وهي تجربة نموذجية وفريدة في العالم. واني لمتأكد أن العالم سينتصر على الارهاب.

من خبرتي في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، خلال اثنتي عشرة سنة أمضيتها نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للداخلية والدفاع ورئيسا لمجلس وزراء الداخلية العرب، يمكنني القول إنني لست بغريب عن الإرهاب بعدما وقعت ضحيته عام 2005 حيث تم تفجيري بسيارة مفخخة بـ100 كلغ من الـ”سي فور” ونجوت بعناية إلهية، الا أن الارهاب لم يمنعْني من مواصلة كفاحي ضده بكل قواي، ولن أتخلّى عن هذه القضية مهما كان الثمن.

ومن تجربتي مع الأمم المتحدة في تطبيق القرار 1701 في جنوب لبنان، وكرجل أعمال ومحامٍ، وبدعمكم الكريم، آمل أن أتمكّن من تأدية واجباتي والجمع بين لغّات الأمن والديبلوماسية والقانون والمؤسسات العالمية.

إيها السيدات والسادة،

اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إلى سمو الأمير ألبير الثاني حاكم موناكو والرئيس الفخري لمؤسسة الانتربول للعام 2014، وأشكر كل الدول الاعضاء في الانتربول على الثقة التي منحوني إياها.

وأود أن أتوجه بالشكر أيضاً إلى رئيسة المنظمة السيدة ميراي بليسترازي وإلى اللجنة التنفيذية. واسمحوا لي التنويه بالسيد رونالد نوبل لما قدّمه من عمل استثنائي كأمين عام للانتربول على مدى 15 عاماً. ان عطاءاته وانجازاته لا يمكن ان تنسى، وستبقى منارة تضيء عمل الانتربول لفترة مستقبلية طويلة.

أتمنى للأمين العام الجديد السيد يورغن ستوك كل التوفيق خصوصاً وانه معروف بخبراته الواسعة وانجازاته في مكافحة الجريمة. سنعمل سوياً على نجاح الانتربول في السنوات المقبلة، في توفير مستقبل أفضل للأمن حول العالم.

هنيئاً للانتربول عيده المئة، وكلنا امل في ان يواصل نجاحه وازدهاره في المئة سنة المقبلة.”

المصدر: الجمهورية

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |