ندرك جميعا أهمية البلديات وقدرتها على إحداث التغيير في القرى والبلدات والمدن، لأنها على تماس مباشر مع المواطنين، وهي القادرة على جذب المشاريع وعلى تحسين الأوضاع المعيشية اليومية في المناطق.
لكن بعض الخطابات التي نسمعها هنا وهناك تشعرنا كما لو أننا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فتتحول المعارك البلدية من معارك عائلات وإنماء، إلى معارك على مصير يتم فيها استحضار ملفات كبرى وشعارات طائفية ومناطقية، من أجل كسر الخصوم.
تذكروا فقط أن البلدية هي لتحسين الطرقات وحماية المنازل وإضاءة الشوارع، ومن غير المفترض أن يكون كل متزعم لائحة أو داعم لها بوقا يصيح بالشعارات التي تدق طوابير الحروب، وتجعلنا وراء المتاريس. وليست الانتخابات البلدية منازلة رئاسية ليتم فيها استحضار الكرامة والتمثيل الشعبي وشد العصب كما يحصل اليوم. فلنحافظ على الحد الأدنى من الخطاب المنطقي، ولنبتعد عن هذه الصرخات التي لا تفيد المناطق ولا الناخبين فيها.
