من المفترض أن تحصل الانتخابات البلدية في لبنان بعد أقل من أربعة أشهر، بعد التمديد للمجالس البلدية لعام السنة الفائتة بسبب الانتخابات النيابية. ولكن مع غياب الرئيس، ومع الحكومة التي ما زالت حكومة تصريف أعمال في غياب تشكيل جديد قبل مغادرة الرئيس عون للقصر، بدأت بعض الأصوات تتحدث عن التمديد للمجالس البلدية، باعتبار أن البلاد بحاجة إلى “رئيس” وهذا أمر أهم من البلدية.
إن هذا المنطق ليس إلا تأجيلا للفكر السائد القائم على التمديد والتأجيل في كل الظروف، وشل البلاد. البلديات هي السلطة المحلية والمسؤولة عن سير الأمور وشؤون البلاد، ولا يفترض أن يتم تأجيل انتخاباتها لأننا نسعى للامركزية وهذا الأمر ينطلق من عمل البلديات بشكل سليم. أما غياب الرئيس فليس بحجة، لأن الانتخابات بحاجة إلى مرسوم، والشعب هو مصدر السلطات، وهو القادر على رسم آفاق إنمائية في المناطق، وهي بأحوج الظروف لها.