لا شك أن كل لبناني تابع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن لم يكن في حفل انتخاب ملك جمال لبنان على التلفزيون، الجواب “التحفة” الذي أطلقه أحد المتسابقين الذين تباهى بذكائه عندما قرر أن يلقن اللبنانيين درسا في العلوم المدنية والحياة الصالحة في المجتمع.
سئل هذا المتسابق الذي سبق أن عرض جسده عاريا أسوة بكل المشتركين لكي يجذب انتباه لجنة التحكيم: ما رأيك بما يحصل في الشارع من تحركات للمجتمع المدني، وهل يمكنه تحقيق التغيير المنشود في لبنان؟ بدأ المتسابق جوابه بإلقاء التحية على الجمهور وعلى المجتمع المدني، رغم أنه عارضه في مطلب إسقاط الحكومة. قلنا هنا إن المتسابق له بعد نظر ويعرف أن إسقاط الحكومة ليس مطلبا منطقيا في هذه المرحلة. لكن المتسابق تابع في جوابه ووجد الحل المنتظر لأزمة النفايات الذي لم يخطر في بال أحد قبل الآن: “بدل ما نكب الزبالة على الطريق، كل واحد يترك زبالتو ببيتو، هيك ما بيكون في زبالة على الطريق.”
نعم… هذا هو المستوى الفكري الذي أظهرناه عبر شاشاتنا المحلية لشباب لبنان، الذي من بينه كثيرون من المثقفين والذين يملكون كل المؤهلات ليكونوا من أهم الناجحين في العالم، لكن للأسف، لا تظهر شاشاتنا إلا مسابقات الجمال لكمال الأجسام والجمال من دون عيوب، فتكون النتيجة أن سمعة شباب لبنان مبنية على هذا المبتكر الذي اقترح ترك نفاياتنا في منزلنا لحل الأزمة!
