كم من أم تبكي اليوم، بدل من أن يبكي أولادها على غيابها في هذا العيد السامي، الذي يعني أن الحياة أصلها الأم، وهي مستمرة بفضل الأم.
أفكر بأم الشهداء الذين قتلوا بسبب العنف المستشري في بلادي، وبسبب الحروب العبثية التي لم تودي إلى نتيجة، وجعلتنا في نهاية المطاف نعود إلى النقطة نفسها.
أفكر بأم المفقودين الذين لا يزالون اللغز الأكبر في بلادي، ولا نجد من يسأل عنهم أو يريد لهم أن تنتهي معاناتهم ومعاناة أمهاتهم.
أفكر بأم القتلى في حوادث السير الذين ماتوا بسبب أحوال طرقاتنا السيئة، وبأم الأطفال الذين قتلوا بسبب المرض لأن المستشفيات التي لا تستقبلهم بسبب النظام المهترئ، وبأم الأشخاص الذين قضوا لأن الفساد وصل إلى الغذاء وسمم الناس.
أرفع الصلوات من أجلهم اليوم، لأنهن حُرمن من العيد، ومن أغلى معايدة في الدنيا… ومن عبارة: ينعاد عليكي يا ماما.
