من المفاجئ أن نقرأ عن دراسات لبنانية تظهر مدى الغلاء والفحش ومدى الفقر من جهة ثانية، ومن المفاجئ أيضا أن نكتشف أن هناك من يملك الأموال الطائلة عن غير وجه حق، أو على قاعدة “من أين لك هذا؟” من دون أن يكون هناك من يسأل عن مصدرها.
تقديرات Credit Suisse أشارت إلى أن 0.3 في المئة من الراشدين يملكون تقريبا نصف ثروة لبنان المقدرة بواحد وتسعين مليار دولار، أي 48 % من الثروة فيه، وثلث هذه الثروة يستحوذ 0.05 في المئة من الراشدين عليها، وهم الطبقة الحاكمة والمتسلطة، المقدرة بتسعة آلاف شخص تقريبا من أصل ثلاثة ملايين لبناني راشد.
كنا نعتقد أننا في بلد عادل وتحكمه المساواة لكننا اكتشفنا أن هناك الكثير من اللاعدالة واللامساواة في لبنان، وهذا الأمر يتناقض مع مقدمة الدستور التي تنص على العدالة، وتطرح التساؤلات عن كيفية جمع هذه الثروات، خصوصا أن علامات الاستفهام على كثير منها، قد تؤدي إلى ملفات تظهر سرقة الناس. فهل آن الأوان لفتح هذا الملف لمعرفة ما لنا وما علينا؟
