نحب الدونية في لبنان، أو أننا اعتدنا على أن يكون الزعيم والوزير والنائب في مرتبة متقدمة فيما المواطن في أسفل السلم.
كلما وقف نائب أو وزير في الصف نصفق له ونعتبره بطلا ومتواضعا، بالأمس حوّلنا وزير التربية الجديد إلى بطل قومي لوقوفه في الصف في المصرف، واليوم وجدنا أن وصول الوزير رمزي مشرفية إلى مجلس النواب بسيارة أجرة هو انتصار لمفهوم الدولة.
لا يا سادة، هذا واجبهم! إذا وقفوا في الصف فهذا واجبهم لأنهم من الناس أصلا وأتوا لخدمة الناس وليس للفوقية، وإذا استقلوا سيارة الأجرة فهذا ليس انتقاصا من قيمتهم. فالمواكب هي أصلا من مال الناس! أوقفوا الانهيار كلما قام أحد بواجبه أو تواضع في ما يقوم به، لأن أحدا لا يحق له تمنين الناس باحترام القانون أو القيام بأمور روتينية.