يقول كل من كان في العرس الأسطوري الذي أقامه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لابنه في العاصمة المغربية، أن حفل الزفاف كان تاريخيا، لكثرة المظاهر الاحتفالية والبهرجة والحضور الفخم، وكل مظاهر الغنى والترف، التي يحق لكل إنسان أن يتباهى بها من حيث المبدأ.
فكل إنسان له الحق في أن يحتفل بزفاف أولاده وأن يدفع عليها ما جمعه في حياته لكثرة الفرح، لكن الاستفزاز هو في أن ميقاتي الذي يفترض أن يكون شخصية سياسية واجتماعية مرموقة ومثالا لخدمة الناس انطلاقا من موقعه، قرر أن يدفع الملايين على زفاف ابنه في المهجر – كما لو أنه لم يعد هناك من أماكن محترمة للزفاف في لبنان – في حين أن معظم مناصريه في لبنان وفي طرابلس تحديدا، التي هو نائب عنها، يموتون الجوع.
إن مشينا في أحياء طرابلس، سنجد أن معظم السكان يعيشون في وضع صعب، ولا يستطيعون تأمين الحد الأدنى من المتطلبات الضرورية للحياة الكريمة، كما أنهم لم يتمكنوا من ترميم منازلهم جراء القصف وإطلاق النار في المعارك الأخيرة، فكيف نقنع هؤلاء بأن النائب الذي يمثلهم في البرلمان يفكر بهم ويريد مصلحتهم، وهو لم يكلف خاطره أن يساعدهم على تخطي الأزمة، وذهب يصرف الأموال في عرس أسطوري في المغرب؟
