ثمن الجريمة في لبنان أربع سنوات في السجن

كيف نريد أن ينخفض مستوى الجريمة والإرهاب في لبنان عندما نرى أن ميشال سماحة حوكم فقط بأربع سنوات في السجن مقابل فعلته التي أقر بها بنفسه؟ كيف نريد أن نردع المجرمين عن القيام بما يريدون فعله، ما دامت المحكمة العسكرية، التي من المفترض أن أحكامها هي الأقصى على الإطلاق، قررت إطلاق سراح ميشال سماحة بعد أقل من ستة أشهر، بما أن السنة السجنية أصبحت تسعة أشهر؟

هذا الخبر ما زال اللبنانيون لا يصدقونه حتى الآن، لأسباب عدة، أهمها أن ميشال سماحة ليس متهما سياسيا بل أقر بفعلته أمام القضاء، ولم يُخفِ أنه كان يدخل المتفجرات إلى لبنان من أجل اغتيال شخصيات سياسية وزرع الفتنة.

كل هذه المؤامرة التي حيكت كان كلفتها أربع سنوات في السجن فقط، وكأن ثمن الجريمة في لبنان رخيص لهذه الدرجة. على هذه القاعدة، يمكن لأي إنسان اليوم أن يخطط لقتل من يكرهه، وتكون العقوبة فقط أربع سنوات، بما أن ميشال سماحة لم تكن عقوبته أكبر. ما المانع ما دام القانون يجيز ذلك؟

عار علينا أن نعيش في بلد يكون التعاطي فيه مع الإرهاب بهذا الاستخفاف، لأن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع مستويات الجريمة، واحتقار هيبة الدولة.