قضية الوزير السابق ميشال سماحة ليست قضية سياسية فقط، بل هي قضية قضائية بامتياز لأن إطلاق سراح شخص ضبط بالصوت والصورة وهو يتآمر على بلده وينقل المتفجرات من سوريا إلى لبنان لاغتيال شخصيات وتفجير مناطق لبنانية، هو استفزاز لكل الذين يقبعون في السجون من دون محاكمات، ويطالبون باستمرار بتفعيل عمل القضاء للانتهاء من قضاياهم.
الموقوفون في السجون، أكانوا إسلاميين أو غير إسلاميين، ينتظرون الإفراج عن محاكماتهم منذ سنوات، ولسنا هنا في معرض الدفاع عنهم، فمن الممكن أن تصدر بحقهم أحكام بالمؤبد، لكن آخرين ستصدر بحقهم لاحقا أحكام بالسجن ثلاث سنوات، وهم في السجن منذ عشر سنوات لأن المحاكمات معطلة والقضاء أبطأ من السلحفاة.
لكن اليوم مع ما حصل مع ميشال سماحة ماذا سنقول للموقوفين الذين ينتظرون محاكماتهم، وماذا سنقول للذي يمضي عقوبة عشر سنوات في السجن بتهمة الإتجار بالمخدرات أو لسبب مالي، في حين أن مهرب تفجيرات تابع اللبنانيون جميعهم صور مؤامرته، عاد إلى منزله بطلا في نظر البعض؟
