لا شك أن موسم التزلج في لبنان هو من أكثر المواسم التي تجذب السياح وخصوصا العرب، بما أنهم محرومون من الثلج في بلدان الخليج والبلدان العربية المحيطة. ولا شك أيضا أن موسم التزلج في لبنان هو من الأمور الإيجابية التي يتفاءل بها عشاق التزلج في لبنان وينتظرونها من عام إلى آخر. لكن موسم التزلج في لبنان بات من الأمور القاتلة التي تفوح منها رائحة الدماء مع كل موسم جديد، والسبب الإهمال المتمادي في معالجة مشكلات كسروان وجرودها لناحية الطبابة.
الحقيقة هي أننا في كل عام نشهد حوادث التزلج في كفرذبيان بما أن الرياضة غالبا ما تترافق مع الكثير من الخطر. ميلاني فريحة ضحية جديدة للتزلج في لبنان لم تتمكن من الحصول على العلاج اللازم بعد إصابتها بسبب بعد المستشفى وتعذر تأمين الطبابة، بما أن أقرب مستشفى إلى كفرذبيان هو سان جورج عجلتون، وهو يبعد أكثر من عشرين دقيقة.
عدد القتلى في حوادث التزلج في لبنان بات ينافس عدد القتلى في حوادث السير، ولا نجد في المقابل أي تحركات جدية لإنشاء مستشفى في المنطقة الجردية المكتظة في كسروان، قد ينقل إليها المصابون، أو اعتماد طوافات لنقل الجرحى في المنطقة الجردية، أو اعتماد طريقة خاصة لسيارات الإسعاف.
ميلاني فريحة ليست أول ضحية رياضة التزلج ولن تكون الأخيرة طالما أن التمادي في الإهمال مستمر.
