لا شك أن الهدف من الوصفة الطبية الموحدة كسر احتكار شركات الأدوية في لبنان، ومنع الأطباء من جني الأموال الطائلة من خلال الأرباح غير المشروعة التي يحققونها، عندما يسوّقون لأدوية دون سواها، ويعمدون إلى جعل المرضى أسرى الغلاء الفاحش لبعض الأدوية التي يمكن الاستعاضة عنها.
لكن في المقابل، لا بد من التنبه إلى موضوع مهم وبارز وهو أن هذهى الوصفة الطبية قد لا تفي بالغرض في ظل عدم الثقة بأدوية الجينيريك التي يخشى كثير من المواطنين اللجوء إليها، كما وأن الصيادلة قد يغيّرون في الأدوية كما تعطيهم الوصفة الطبية الحق، ويستبدلونها بأخرى من دون الأخذ بظروف المريض.
الوصفة الطبية في المبدأ وفي المطلق هي نتيجة رائعة يجب التوصل إليها لحماية الطب في لبنان، لكن في الظروف الحالية ووفق المخالف التي لا تحصى ولا تعد، ستؤدي هذه الوصفة الطبية إلى وضع حياة المرضى في لبنان بخطر، كما أنها ستجعلهم أسرى الاشتراكية الطبية بدل الاحتكار من شركات الأدوية المعروفة.
معالجة أزمة غلاء الأدوية لا تكون بإخضاع الناس لأدوية أخرى غير موثوق بها، بل تكون بتأمين الأموال لتقديم الدعم، أو رفع الضرائب عن الأدوية الباهظة الثمن، والتي تستخدم للأمراض المستعصية، لأن الوصفة الطبية في هذه الحالة، قد ترفع الاحتكار وتنقله إلى مكان آخر.
