صحيح أن العديد من المواهب اللبنانية شاركت في وقت سابق في برنامج ذا فويس في فرنسا، وبعضها حقق نجاحا لافتا في البرنامج وبعده، أبرزهم الفنانة هبة طوجي، ولكن موهبة ماتيو خضر التي شاركت في الحلقة السابقة يوم السبت لها وقع مختلف.
ماتيو خضر فنان لبناني اختار نوعا غير شعبي من الفن وهو الأوبرا والفن الليريكي، وهو فن نخبوي لا يلقى الشعبية الكبرى إلا لدى محبي هذا النوع من الموسيقى. في لبنان، لم يحصل ماتيو خضر لا على الدعم ولا على التشجيع الكافي، شعبيا ورسميا، إلى أن وصل إلى مسرح ذا فويس، فقدم أغنية أجمع الحكام الأربعة على صعوبتها، وفوجئوا إلى أي حد هناك حرفية في أدائها من قبل ماتيو، واستداروا بكثير من الحماسة له.
إن كان ذلك يعكس أمرا ما، فهو إهمالنا للمواهب على اختلافها، وتفشي الفن المبتذل في بعض الأحيان للأسف. لو أعطينا أهمية لماتيو خضر بقدر ما نعطي أهمية لبعض الحالات المقرفة في الملاهي الليلية، ممن يسيرون مع رجال أمن ويقومون بعراضات مسلحة، أو ممن يطلقون الأغنيات الرخيصة التي تكتسح الإذاعات، لكنا عرفنا كيف نستفيد لندعم الفن اللبناني القادر على خلق فرق.
