وكأن النجاحات اللبنانية في هذا العالم تعود إلى الواجهة في كل مرحلة نشعر خلالها باليأس، لكي تذكرنا بأن هناك الكثير من الأمور التي تدفعنا للشعور بالفخر في هذه الظروف.
مروان لحود إحدى هذه الحكايات التي لم نكن نعلم عنها، إلى أن صدر تقرير في مجلة لا ديبيش الفرنسية التي تحدثت عن هذا الرجل الناجح اللبناني الأصل، الذي أصبح اليوم رقما صعبا في عالم الإنتاجات الجوية والدفاعية في أهم شركة في العالم.
مروان لحود الذي لطالما عرف عنه أنه بالغ الذكاء، تعرف إليه جنرال فرنسي أثناء زيارته منزل أحد أصدقائه في لبنان، فأعجب بذكائه واقترح على أهله نقله إلى فرنسا ليتعلم. ظن الجميع في وقتها أنها مجرد مزحة، إلى أن أتت سيارة إلى منزله تبلغه أنه سيسافر ليكمل علمه، وهكذا حصل. ابن الاثني عشر عاما تمكن من أن يخرق الحدود وأن يحصل على هذه الفرصة التي استثمرها جيدا حتى حصوله على الجنسية الفرنسية، وعلى أوسمة الشرف، وشغل منصب المستشار لعدد من وزراء الدفاع، والمسؤولين البارزين في هذا المجال، حتى وصوله إلى منصبه اليوم.
مروان الذي عاد إلى لبنان فترة قصيرة عام 1982، قبل اندلاع المعارك الشديدة في أعقاب اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، اضطر لأن يسافر في تلك الفترة التي كانت صعبة على كل اللبنانيين، لأن الاغتيال وما تلاه خلق حالا من الإحباط لدى الجميع. ولو لم يمر لبنان في هذه الظروف، لكان مروان بقي هنا، وسخّر كل ذكائه وطاقته في هذا المجال، ليجعل من خبرته طاقة فكرية للبنان.
هنيئا لنا بهكذا أشخاص يذكرون الغرب دائما بهذا البلد الصغير في الشرق، الذي يصدر الإبداع والعلم في كل فرصة، لا الإرهاب كما يتم الترويج له.
