ما فعله ماكرون ليس أمرا استثنائيا في سياق بناء الدولة. قام الرئيس الفرنسي بتهديد الزعماء اللبنانيين بفرض عقوبات عليهم ما لم يقوموا بإصلاحات في الدولة ويسهلوا عملية تشكيل حكومة جديدة، لينتقل لبنان إلى مرحلة مختلفة في تاريخه. وأبعد من ذلك، أصر ماكرون على أن يرفع بعض من في السلطة يده عن كل المقدرات التي يفرض نفسه عليها، ما يحوّل بعض الوزارات إلى بؤر للفساد والفاسدين.
هذا الأمر كان يمكن لأي شخص أن يقوم به انطلاقا من حسه الوطني، ولكن للأسف، كان المسؤولون يتلهون بالمغانم والسعي إلى الحصص في كل مكان.
ما فعله ماكرون كان ليفعله أي مسؤول لبناني لو كانت لديه ذرة كرامة. لكن للأسف، حتى الكرامة غير موجودة لدى البعض.