main-banner

.. ونبقى لبنانيون

لبنانيون أم مشردون في كل أصقاع العالم؟ لبنانيون أم هاربون من وطن الاستقلال الى دول الانتداب؟ كل هرب لسبب, وكانت النتيجة واحدة. الوطن في مكان , والشعب لاجئ في أماكن أخرى…

حُكم على شعبنا بالتشرد, فجاب شوارع العالم بحثا عن هويته الضائعة, وكلما وصل الى هدف اعادَه جوعه القديم الى وطن لم يقدر مواطنيه, و كلما احتضنه وطن مُضيف شعر بالبرد اكثر, و بقيت الغصة في داخله تنخر في ما تبقى من قلب موجوع, ويصرخ: لماذا أحقق في غربتي ما عجزت عنه في وطني؟

البارحة, ودع وطني الحزين ابنه الشهيد… رصاصة واحدة في الرأس, جعلته ينام لأول مرة بعد اربعة أشهر من العذاب النفسي الذي لا تقوى عليه روح بشرية… و لكنه لا يريد النوم, أمه تنتظره وكله شوق لاحتضانها ولتبارك بدموع الفرح وجهه المتعب. لم يكن يريدها أن تبكيه, فعذابها يزيد من ألمه, ودموعها غالية عليه, فهو قاوم حتى الرمق الأخير, ولكن يد الغدر و الارهاب كانت أقوى…. ابنته الصغيرة, تنتظره ليعود من خدمته التي طالت أكثر من العادة, كانت موعودة بلعبة جديدة, فاذا بابيها يعود في نعش يغمره العلم اللبناني. كانت تريد ان يرافقها في كل مراحل حياتها, أن تكبر وهو بقربها, يساندها ويدعمها. اليوم, تحول الى رمز بالنسبة لها, الى بطل على مستوى الوطن, ستبقى تتكلم عنه دائما, عن ابيها الشهيد الذي استشهد دفاعا عن الوطن.

و في حضرة الشهادة, يعجز اللسان عن التعبير ويقف القلم حائرا ضائعا, يفتش عن ارقى العبارات ليصف الشهداء, لعلنا نكرمهم بعدما ضحوا بأنفسهم ليبقى الوطن.

لبنانيون, كلمة واحدة تربطنا بالوطن, مغتربون أم قاطنون في ربوعه, نختلف على تفاصيل عديدة ولا يجمعنا الا حبه…

بقلم نهرا عبده الحاج

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |